--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الفنجان والكف
هل صحيح أن قراءة الكف والفنجان وغيرهما على سبيل اللهو فقط حرام؟
الغيب نوعان..غيب مطلق، وغيب نسبي، أما المطلق فهو الأمر الذي لم يقع بعد أي شيء يتعلق بالمستقبل ولم يحصل بعد.
والغيب النسبي هو أمر وقع ويعلمه البعض ولا يعلمه آخرون، كشيء وقع لشخص فهو يعلمه وغيره لايعلمه.
أما عن غيب المطلق فقد استأثر به الله تعالى وذكر ذلك صراحة فقال سبحانه وتعالى" قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب الا الله" النمل/" وهو نص قاطع في أن الغيب المطلق ومحجوب عن أهل السماوات والأرض واستأثر بعلمه الله تعالى.
وأكد ذلك غير مرة في مثل قول سبحانه وتعالى" ولله غيب السماوات والأرض واليه يرجع الأمر كله" هود" وقوله تعالى" وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو" الأنعام"
ولكنه سبحانه وتعالى قد يكشف لبعض رسله أمورا غيبية لأهداف معينة ولذلك يقول سبحانه وتعالى"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول" الجن".ومع ذلك يبقى هذا الرسول غير عالم بالغيب الا مايكشف الله له، ولذا يقول سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله الكريم" قل لاأملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ماشاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء"الأعراف" .
فإذا كان الأمر كذلك فكيف يكشف الغيب لبعض الأفاقين من قراء الكف أو الفنجان أو غير ذلك، بل إن الله سبحانه وتعالى شمل الخلق برحمته عندما حجب الغيب عنهم، فما من إنسان إلا وهو عرضة لحادث أو مرض أو لمحنة إلى غير ذلك.
فإذا علم أن ذلك سيحدث له بعد عشر سنين مثلا..هل يستطيع أن يهنأ بالحياة طيلة هذه السنوات،بل سيبقى من انتظار الشر في شر.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول" من أتى عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد" والعراف هو الذي يتنبأ بالغيب بأية وسيلة كانت.
وقراءة الفنجان هراء في هراء، وهي خيالات لا ترسم إلا في ذهن القارئ فيتخيل أن في الفنجان صورا وهي ليست بصور إلا في خياله السقيم.
وأما الكف وعلى الرغم من أن المهتمين به يسمونه "علما" إلا أنه لا يحمل من سمات العلم شيئا.
فهم يزعمون أن فيه خطا للحياة، وآخر للصحة وثالثا للرأس ورابعا للنصيب إلى غير ذلك ثم يربطون بين علامات فيها وبين أمور سوف تقع في المستقبل بغير رابط منطقي، والعجب ممن يزعمون أنهم يتسلون بهذه الأمور...
أيتسلى المسلم بالحرام؟
أيلهو بمخالفة النصوص؟
وعلى ذلك نقول أن اللجوء إلى مثل هذه الأمور –جدا أو هزلا- محرم في الإسلام ولا شك، وعلى المسلم أن يربأ بنفسه أن يقع في مثل هذه الأمور.
اللهم اهدينا إلى الصراط المستقيم يارب العالمين